هل يمكن أن نتخيل أن يتابع الطبيب التزام المريض بأخذ العلاج في الوقت المحدد بانتظام وحسب الارشادات ... عن بعد؟!

هل يمكن أن نتخيل أن يتابع الطبيب التزام المريض بأخذ العلاج في الوقت المحدد بانتظام وحسب الارشادات ... عن بعد؟!

هذا ما توصّل إليه الأطباء في ولاية بالتيمور الأمريكية، عبر منصّة الكترونية (تطبيق) يستخدم لهذا الغرض؛ ويسمّى البرنامج (miDOT). ويأتي الاسم من مصطلح (DOTS - Directly Observed Treatment Short Course) وهي الطريقة التي غالباً تطبّق في متابعة علاج مرض السُّل الرئوي وتسمى (المعالجة المباشرة قصيرة الأمد). فبدلاً من أن يكون إعطاء العلاج بصورة شخصية تحت إشراف الممارسين الصحيين، استطاع هذا الابتكار معالجة هذه المشكلة بشكل أكثر كفاءةً وفعالية ومردود مالي.

يمكّن هذا التطبيق الطبيب المعالج من التأكد بأن المريض أخذ العلاج عن طريق متابعته بعد أن يقوم المريض بتصوير ڤيديو أثناء أخذ الجرعة وإرسالها خلال التطبيق؛ وبإمكانه أيضاً ارسال أية استفسارات أو ملحوظات مع الملف المرفق، ويطلّع المختصون عليه وعلى تقرير مرفق من قِبل التطبيق بحالة المريض والأعراض الحالية. وبالتالي يضمن مزودوا خدمات الرعاية الطبية أن المريض ملتزم بالجرعات المطلوبة والزيادة في التواصل مع تساؤلات المريض من بيته!

الجدير بالذكر أن هذا الابتكار بدأه باحثون من جامعة "جونز هوبكنز" عام ٢٠٠٨ وكان الغرض منه استخدامه كأداة بحثية سريرية للقضايا الصحية العالمية، إلى أن قام "سبيستيان سيغر" وشريكه المؤسس "مراد علمي" بترخيص وتسجيل الفكرة لاستخدامها تجارياً لإيمانهما بالإمكانات التجارية التي قد يقدمها الابتكار في تكنولوجيا البحث.

يعتبر تطبيق (miDOT) أنموذجاً ناجحاً للاستخدام التجاري لأدوات #البحث_العلمي وتوظيفها بشكل يناسب تغيير النمط الصحي للمجتمع!

تشرع شركة (إيموكا - Emocha) الخاصة بسبيستيان ومراد على تطوير منصات وحلول أخرى تمكّن المستشفيات من تقدير ومتابعة المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة بين قرائنهم وذلك بعد متابعتهم عن طريق استبيانات تُملأ عن طريق أجهزة المرضى الكفيّة بعد خروجهم من المستشفى في حالات الجراحة، يتم بعدها إرسال بياناتهم بتواصل مباشر مع أطبائهم المعالجين ويُحدّد بعد ذلك المرضى الذي يحتاجون إلى متابعة أكثر!
وتقوم الشركة حالياً بتجربة هذا النظام في أقسام الجراحة بمستشفيات "هوبكنز" كتجربة نهائية قبل تسليم المشروع نهاية "يونيو / حزيران" القادم.

مثل هذه التطبيقات تعطي بُعداً جديداً في توظيف التقنية الحديثة مع الطب وتبرز هنا أهمية #المعلوماتية_الصحية في التغيير في حياة المجتمعات! ويمكن من هذا المثال أن نفكّر في الحدود والحلول التي يمكن أن تتبناها التقنية في الطب!

المصدر: Baltimore Business Journal